ملتقى أبناء فتح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لكل الفتحاويين


    الحركة الطلابية .. ودورها في بناء المجتمع

    ابن فتحاوي
    ابن فتحاوي
    عريف
    عريف


    عدد الرسائل : 57
    تاريخ التسجيل : 04/07/2007

    الحركة الطلابية .. ودورها في بناء المجتمع Empty الحركة الطلابية .. ودورها في بناء المجتمع

    مُساهمة من طرف ابن فتحاوي 30/7/2007, 9:32 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحركة الطلابية ودورها في بناء المجتمع



    تعتبر الحركة الطلابية من أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع ، ينطبق هذا على الغرب كما ينطبق على الشرق ، وعلى العالم الغربي كما على العالم الإسلامي .
    ولقد أدرك المستعمرون هذه الحقيقة ، فغيروا استراتيجية غزوهم التي كانت تقوم على القوة العسكرية والاحتلال ، واستبدلوها بالتبشير والكتب والجامعة .
    وإذا كانت الوسيلة الأولى تكلف المستعمرين أموالاً ودماء ، فإن الوسيلة الثانية ا تكلفهم أكثر من الدهاء في التعامل والتخطيط السليم ، والتسلل عن طريق التربية والتعليم لإعادة تشكيل العقل عند الطلبة والطالبات .
    ولقد نجحوا عن طريق هذه الوسيلة أن ينشئوا في بلادنا جيلاً أطلقوا عليه اسم ( جيل النهضة ) له من حضارتنا الاسم فقط ، ومن الإسلام الشكل ومن العروبة اللغة ، وله من الغرب الفكر والهدف والوسيلة ، ولقد حرصت الدول الاستعمارية أن تفتح لها مدارس وجامعات في معظم بلاد المسلمين ، وما زالت هذه المدارس والجامعات مطابخ لإعداد السياسة الغربية ، ففي جامعة ( روبرت كوليج الأمريكية ) في استانبول كانت تطبخ المؤامرة على الدولة العثمانية ، ومن الجامعات الأمريكية في بيروت والقاهرة وأنقرة كانت وما تزال تطبخ الكثير من المؤامرات الأمريكية ، وما زالت الجامعة الأمريكية تنتشر في البلاد الإسلامية وتفتح لها فروع أينما استطاعت .
    أما الجامعات الوطنية في معظم الأقطار الإسلامية ، فإنها قامت على أيدي أساتذة غربيين خططوا لكل شيء فيها : الكتب التي تدرس ، والمناهج التي تطبق والأفكار التي تنتشر ، والدين الذي يهمش ، والسلوك الذي يُبعد تعاليم الإسلام ، وإذ بهذه الجامعات التي بناها الشعب بعرقه .. إذ بها محاضن لتربية أفراد يحاربون العقائد والأخلاق وف\قيم الأمة ، وينشرون الفكر الغربي ، وأمام هذا المد الفكري الخطير ، والمؤامرة التعليمية على تراث الأمة وأجيالها بدأت قوى الأمة المخلصة تستعد لإفشال هذا المخطط الرهيب الذي يستهدف الأجيال والمستقبل ، ولقد أدركت الحركات الوطنية المخلصة هذا الخلل وبدأت من يومها وبالوسائل القليلة المتاحة محاربة ومكافحة هذا التيار .
    ومن هنا نشأ التاريخ الحديث للحركة الطلابية في العالم الإسلامي ، وهو تاريخ مشرف في كل بقعة من بقاع هذا الوطن الكبير ، حملت فيها الحركة الطلابية لواء أمتها ، تدافع عن ماضيها وتصنع حاضرها وتخطط لمستقبلها ، ولقد كانت الحركة الطلابية طوال القرن العشرين طليعة كل شعب في ثورته على المستعمر ، ووفود كل حرب بين الأمة وأعدائها ، وإذا كانت اليوم تحمل مشاعل التنوير والتقدم ، فما ذلك إلا امتدادا طبيعياً لتاريخها الطويل الناصع في قيادة الأمة . ولهذا كان لابد للأجيال اللاحقة أن تتعرف على تاريخ أسلافها ، لتفخر وتعتز بانتسابها له ، وتأخذ منه الدروس والعبر لتصنع حاضراً وغداً مشرق ، وتخطط لمستقبل باهر .


      الوقت/التاريخ الآن هو 19/4/2024, 4:28 am