- تأسست حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من تلاقي الأنوية الثورية المتوزعة على امتداد جغرافيا العالم العربي وفي أوربا ، حيث يعدّ العام 1957 عام النشأة، وعبرت (فتح) عن قدرتها على الانطلاق والمبادرة والتجدد في 1/1/1965 في العملية العسكرية الأولى (نفق عيلبون).
2- كان لرابطة الطلبة الفلسطينيين في مصر التي ترأسها الطالب ياسر عرفات، وصلاح خلف وسليم الزعنون ، وللدور العسكري المبكر لخليل الوزير (أبوجهاد)، وللدور التنظيمي لمحمود عباس وفاروق قدومي وعادل عبد الكريم وأبو يوسف النجار، وللدور الفكري لخالد الحسن و كمال عدوان وعشرات من الرواد الفضل في تأسيس الحركة على قاعدة الحرية والديمقراطية والالتزام والتعددية باحترام الرأي والرأي الآخر.
3- في العام 1959 ظهرت مجلة (فلسطيننا) كمعبرعن صوت الحركة، وتطورت فكرة الإعلام الفلسطيني والفتحوي من خلال صحيفة (فتح) منذ العام 1968، ثم عبر مجلة (الثورة الفلسطينية) و(العاصفة) منطلقا إلى مجلة فلسطين الثورة قبل أن تتحول للمجلة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ثم (فلسطين المحتلة) ف(البلاد) ، ثم (فتح) كنشرة نصف نشرية، ومجلة الوقائع الحركية. كما ظهرت إذاعة صوت فلسطين كصوت فتح صوت العاصفة.
4- في العام 1965 تم تشكيل مجلس الطوارئ برئاسة ياسر عرفات الذي قاد الحركة ميدانيا على الأرض من دمشق، إلى أن تم تسميته ناطقا باسم الحركة عام 1968، ثم رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969.
5- في مرحلة تواجد الثورة الفلسطينية في الأردن تنامت الأعداد المنتمية للحركة إثر الانتصار الكبير في معركة الكرامة، التي تلت نكسة عام 1967. وهناك تكرست مفاهيم كل البنادق نحو العدو، والأرض للسواعد الثورية التي تحررها.
6- في لبنان امتد التواجد الثوري حتى العام 1982 حيث أسطورة الصمود في بيروت لمدة 88 يوما ضد الغزو الصهيوني للبنان وبيروت، والتي سجلت فيها فتح والثورة ملحمة تاريخية.
7- تبنت حركة ( فتح ) بشكل واضح مفهوم (مرحلية النضال) السياسي حيث قبلت مقررات المجلس الوطني الفلسطيني ونقاطه العشر الداعية إلى إقامة السلطة الوطنية على أي شبر يتم تحريره أو استرداده، كما تبنت منذ العام 1974 شعار(العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد ومجنون من يزرع ولا يحصد).
8- لم تمر المرحلة اللبنانية على حركة ( فتح ) بسهولة-رغم سيل العمليات العسكرية النوعية ضد العدو- إذ كان للحراك الداخلي في الأعوام (1973 – 1983 ) بروزا واضحا خاصة : في الموقف من السلطة والمؤتمر الدولي للتسوية ( مؤتمر جنيف) ثم لاحقا من الفساد والإفساد ، وطبيعة القيادة ، مما أفرز عدة اجتهادات فكرية ظلت مقبولة، حتى تدخلت الأصابع الخارجية في عمق الصراع فنبذ التيار المنشق .
9- العلاقات العربية: كانت العلاقة العربية المتميزة الأولى مع الجزائر ما بعد انتصار الثورة إذ تم افتتاح مكتب لحركة فتح منذ العام 1963 ، ولحقها علاقة متميزة مع سوريا ثم مع مصر الرئيس جمال عبد الناصر منذ العام 1968، وتطورت العلاقة مع دول الخليج العربي منذ البدايات، ثم شملت كافة أقطار العالم العربي، وكانت مصر مدخلا لعلاقة الثورة مع المعسكر الاشتراكي آنذاك وخاصة مع روسيا والصين وكوريا الشمالية. وكانت فتح بذلك تطبق شعارها القائل أن الثورة الفلسطينية عربية العمق عالمية الأبعاد إنسانية الامتداد.
10- في العام 1987 خاضت( فتح) ومن ورائها كافة التنظيمات الفلسطينية، معجزة الانتفاضة المدنية حيث خاضت عبر الحجر أطول انتفاضة استمرت حتى العام 1993، حيث تنقلت من مرحلة المواجهة الشاملة الى مرحلة بناء المؤسسات الوطنية البديلة للاحتلال، ثم لمرحلة العمل المسلح. وفي خضم الانتفاضة المجيدة أعلن المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام 1988 قيام دولة فلسطين.
11- دخلت الحركة عبر اتفاق أوسلو ضمن الممر الإجباري ، فكان الدخول للوطن منذ 1994 لكوادر (م.ت.ف) بداية لصنع المصير على الأرض لتقام أول ديمقراطية فلسطينية وانتخابات نيابية ، وانتخاب رئيس للسلطة الوطنية على أرض الوطن.
12-نتيجة التعنت والصلف الإسرائيلي، ورفض تنفيذ المراحل المطلوبة من اتفاقات أوسلو والرفض الإسرائيلي في (كامب ديفد) للمطالب الفلسطينية، وتأزم الحالة سياسيا واقتصاديا... ، وإثر دخول أرئيل شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقا) إلى باحات الحرم القدسي الشريف في 28/9/2000 تفجرت الانتفاضة الفلسطينية في اليوم التالي، لتسير مابين الانتفاضة الجماهيرية الواسعة إلى المختلطة إلى المسلحة وتتواصل تصعيدا إثر تصعيد بتكرار العدوان الإسرائيلي حتى الآن.
13- في أواخر أيام الرئيس القائد الخالد ياسر عرفات الذي استشهد إثر حصار مرير في 11/11/2004 تم إقرار عقد المؤتمر السادس للحركة في اجتماع للمجلس الثوري، تلاه اجتماع آخر بعد استشهاده حدد فيه 4/8/2005 موعدا للمؤتمر في يوم ميلاد الرئيس الرمز.
فكر ومنطلقات حركة (فتح).
فكر حركة (فتح) تشكل من منطلقات: تحرير فلسطين وإزالة الاحتلال الاستيطاني الصهيوني ، وإعادة تأكيد الوجود الفلسطيني ، والاستقلالية للقرار والإرادة الوطنية الصلبة ، والكفاح المسلح، والوحدة الوطنية، وبعث الكيان والشخصية الفلسطينية .
وتكريس نفسها كحركة للشعب الفلسطيني ، باعتبارها عمل مستمر وحركة جماهير دعت الفلسطينيين للانتماء إليها- بعد نزعهم لأرديتهم الحزبية- لهدف تحرير فلسطين والعودة، ولاحقا: لإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس
لقد مثلت مفاهيم (الثورة) والنضال الوطني في حركة ( فتح ) تعبيرا عن الإرادة المستقلة ، وعن القدرة على التواصل والتجدد الذي طبع مسيرتها ، فظهرت معالم الكفاح المسلح عبر العمليات العسكرية والكفاح المسلح في أردية عدة نشأت عبر المبادرة والرعاية ، من القيادة العامة لقوات (العاصفة) 1959 –1971 إلى (قوات جيش التحرير الوطني الفلسطيني) ، إلى جماعات صقور الفتح والفهد الأسود في الانتفاضة الأولى 1987-1993 ، فجماعات كتائب شهداء الأقصى وتشكيلاتها المختلفة في إطار انتفاضة الأقصى والقدس والاستقلال 2000-2005 .
لقد مثلت حرب الشعب طويلة الأمد لدى حركة فتح وسيلة هامة - ضمن وسائل أخرى- لتعبئة طاقات الشعب الفلسطيني، إلى جانب العمل السياسي والنقابي والاجتماعي والجماهيري والإعلامي .
وفتح إذ تخوض حاليا معركة النضال المستمر، وبفكرها الثري والمتجدد، فإنها تضع ضمن منطلقاتها خمسة نقاط أساسية هي : الحفاظ على الأهداف (الثوابت) الفلسطينية بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس بحدود عام 1967، وحق العودة للاجئين والسيادة ، الى جانب حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والتنمية وحقوق المرأة والديمقراطية .
من منجزات الحركة.
1- استطاعت حركة (فتح) عبر الكفاح المسلح والنضال بكافة أشكاله أن تؤكد على الشخصية أو الكيانية (الهوية ) الوطنية الفلسطينية ، وعلى استقلالية القرار الوطني الفلسطيني مقابل السعي العربي الرسمي للهيمنة والسيطرة أو الشطب والطمس أو الإلغاء .
2- استطاعت أن تعيد القضية إلى العلن والضوء وبقوة ، نتيجة السعي الحثيث للممازجة بين العمل السياسي والجماهيري ، الوطني والقومي .
3- إنشاء الكيان الفلسطيني في الخارج ممثلا ب ( م.ت.ف) ثم في الوطن ممثلا بالسلطة الوطنية الفلسطينية كمدخل للدولة المستقلة رغم التدمير الذي أحدثه الاحتلال بالتجربة عبر سنوات الانتفاضة الأخيرة .
4- أسهمت الدبلوماسية في تحقيق الاعتراف العالمي بالقضية الفلسطينية ثم ب ( م.ت.ف) ولاحقا بالسلطة الوطنية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة .
5- تكريس البناء المؤسسي عبر مختلف مؤسسات الخدمات التي نشأت في حضن ( فتح ) ثم في إطار (م.ت.ف) وهي الطبية والاجتماعية والتجارية المختلفة.
6- فعلّت الحراك الوطني والسعي الديمقراطي من خلال إنشاء ودعم النقابات والاتحادات الشعبية والانتخابات والآلية الديمقراطية .
7- بعثت حراكا واسعا من خلال التنظيم الذي تعاقبت عليه تجارب عدة أغنت الفكر والخطط والمفاهيم ، وأحدثت تفاعلا داخليا متصلا، أنتج أفكارا جديدة وابداعات جعلت منها تنظيم الشعب الفلسطيني وتنظيم المستقبل .
8- اتسمت (فتح) بالمرونة والبراغماتية فاعتمدت الكفاح المسلح حيث يكون ، والعمل السياسي حيث يجب ، وقرأت الخريطة والمسار والعوامل الإقليمية والدولية فسارت في حقول الألغام متجنبة كبرى المطبات و شكلت مساحة واسعة من التعددية تطال المجتمع الفلسطيني كله .
القيم في حركة (فتح).
لأن العضوية في حركتنا حق لكل فلسطيني وعربي، يحترم قيم النضال والتحرر، قيم الديمقراطية،قيم احترام الذات والآخرين، قيم الإيمان بالله ، والعمل لأجل الوطن وخدمة الجماهير، فإن على عضو حركة (فتح) أن يجعل من نفسه نموذجا إيجابيا ومثالا طيبا وقدوة في فكره ومسلكه وتصرفاته. لا يؤثر فيه أصحاب النزعات الخاطئة والسلوك المعوج، بل يظل متمسكا بقيم الحركة، قيم مجتمعنا، قيم حضارتنا العربية الإسلامية، قيم مسلمينا ومسيحيينا. والتي تتجذر في حركتنا تحت عناوين عدة من أهمها:
1-الصدق: حيث الصدق مع النفس والآخرين. في الإطار وفي كل مكان يمثل قيمة دينية ووطنية ومجتمعية وتنظيمية، قيمة ترتبط بعنصر استقطاب الآخرين وكسب ثقتهم. فالعضو الصادق يشكل شخصية مؤثرة واستقطابية يكسب من حوله ويؤثر فيهم.
2-قانون المحبة: في العمل الديمقراطي يخضع الأمر لانتخابات تفرز الكوادر في مواقع عدة ، ومثل هذا العمل دون قانون المحبة قد يشكل حزازيات وتراكمات في قلب الخاسر، وبدون تعلم تجاوز الخسارة بالمحبة، والاقتناع بآليات التداول والحوار يصبح التنظيم مرتعا للنفوس المريضة والصراعات غير النظيفة.
3-حرمة الدم: إن للدم داخل المجتمع، أي مجتمع، وداخل أي تنظيم وفي فتح حرمة دينية ودنيوية، فمهما بلغ عمق الاختلاف والصراع لا ولن يصل أبدا لاستباحة الدم. والقانون المدني وحده -في حال الجرائم- هو الفيصل. دم أخيك عليك حرام، كما ماله وعرضه.
4-حرمة المال العام: إن العضو في (فتح) لا يكذب، ولا يسرق، ولا يحتال ولا يختلس...لأن مال التنظيم هو لتنفيذ الأعمال، ولخدمة الناس، ومن يستسهل مد يده للمال العام يخسر نفسه والناس.
5-حرمة البيوت: إن الكادر والعضو هو الذي لا يأكل لحم أخيه ميتا، فلا يسبه ولا يشتمه ولا يغتابه ولا يعيبه، وقبل كل ذلك لا يتعرض لعرضه بأي شكل كان. بل يجتهد لصونه للشهيد والمعتقل والمناضل، وكل فرد في المجتمع.
6-الالتزام: إن الايمان بالقضية والتكرس لها، والعمل لتحقيق أهدافها معبر الالتزام الذي يبدأ بالانتماء للتنظيم والولاء له والاخلاص لمبادئه، ثم يتكرس عبره الالتزام بالقيم والمباديء، والالتزام بالسلوكيات، والالتزام بالهيكل التنظيمي والتراتب، ومع الالتزام دع ألف زهرة(مبادرة، وابداع، وتجدد) تتفتح في بستان فتح.
7-احترام العضو: إن للعضوية في حركتنا حقوق وعليها واجبات، واحترام العضوية يوجب على العضو أولا أن يحترم نفسه، فيتنزه عن الصغائر وينفذ واجباته. وعلى إطاره أن يضمن له حقوقه، وأن يدافع عنها حال انتهاكها.
8-الشفافية والمساءلة: إن حقوق العضو لا تعني التمادي، ولا تعني التجاوز، ولا تعني هدر حق الآخر، كما لا تعني أن لا حسيب ولا رقيب على عمله وسلوكه ومصدر ماله، بل إن إظهارذلك هو مصدر الشفافية المطلوبة. وعلى العضو أن يتعلم الالتزام بالنظام والتوجيه القيادي، والذي حين تجاوزه فإنه أو أي مسؤول أو قائد يجب أن يخضع حينها للمساءلة والمحاسبة وفق أس النظام الداخلي، فلا كبير على الحساب.
9- العمل الجماعي: إن العمل الجماعي أو العمل بروح الفريق يشكل القيمة التي تحكم سبيل الانجاز، لأنها تأخذ بالاعتبار وتحترم تنوع القدرات، وتنوع الطاقات بين الناس، كما تقدر الاتجاهات والأفكار والأدوار وضمن الفريق الواحد حيث نحتاج للتنوع والتكامل.
10-التسامح: إن مرونة فتح تعني التفهم، وواقعيتها تعني التمسك بالأهداف ، وكما أن تشديدها على الالتزام بين كوادرها يتفهم التسامح مع التعددية في المجتمع ، ومع الحضارات الأخرى التي يجب أن نحترمها ونستفيد منها.
11-الديمقراطية: في هذه القيمة حوار يعني احترام الرأي والرأي الآخر، ويعني الحرية كقيمة أساسية، ويعني الحفاظ على كرامة الانسان ويعني ( أنني على صواب ورأيي يحتمل الخطأ، وأنت على خطأ ورأيك يحتمل الصواب.) ويعني احترام الآليات الديمقراطية من انتخاب وترشيح وتمثيل وموافقة ومعارضة واتفاق واختلاف.
12-التكافل: إن المجتمع الفلسطيني لا يعيش بتنظيماته وتجمعاته دون أن يكون للفقير سند، وللشاب والطفل والمرأة والرجل سند. ولأنه مجتمع فتي فإن كافة فئاته تمثل لحركة (فتح) مفتاح النضال والبناء وتحقيق الحاجات، والذي يتحقق بالتكافل.
13- الإيمان والإرادة والعمل: إن قيمة العمل بإنجازه، ولا يتم إنجازه إلا حين توفر الإرادة وهي وقود الإيمان، والإيمان فيما وقر بالقلب وصدقه العمل، لذلك فإن القيم الثلاثية هذه هي مفتاح الفوز في حركتنا، وفي المجتمع.
نفتخر بالانتماء لحركة (فتح).
1-لأن (فتح) فكر الوسطية، لا تهاون ولا تطرف.
2-ونحن فرسان العقل في الحضارة العربية الإسلامية.
3-نؤمن بالله، وانتماؤنا بوصلته فلسطين.
4-العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد
5-التنظيم الأخلاقي المبدع، والمتميز، يضمنا.
6-قانون المحبة والعمل الجماعي الأخوي يجمعنا
7-نمتلك التفكير المنطقي لا الفذلكات الكلامية
8-ونتعلم من الجماهير ونثق بها، ونعلمها
9-الاستقلالية الوطنية في الإرادة والقرار
10-وفتح تصنع الحدث وتترك لغيرها التعليق
11-الحرث في حقل الذات سعينا
12-والعضو الفعال في التنظيم هو القادر و الملتزم
13-فتح ثورة التمرد على الواقع الفاسد
14-مسلمون ومسيحيون عماد فلسطين.
15-فتح تكريس الديمقراطية والمجتمع المدني
16-النضال طويل الأمد والبناء المؤسساتي.
17-فتح التنمية وزنود الشباب.
18- واحترام حقوق المرأة وتمكينها.
19-حامية المعارضة، وحارسة وحدة المجتمع
20-داعية دعم الاقتصاد المجتمعي
21-لأنها تحترم حقوق الانسان والحريات العامة.
22- وتدعو للعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر.
23-فتح قائدة النضال وتنظيم المستقبل.
2- كان لرابطة الطلبة الفلسطينيين في مصر التي ترأسها الطالب ياسر عرفات، وصلاح خلف وسليم الزعنون ، وللدور العسكري المبكر لخليل الوزير (أبوجهاد)، وللدور التنظيمي لمحمود عباس وفاروق قدومي وعادل عبد الكريم وأبو يوسف النجار، وللدور الفكري لخالد الحسن و كمال عدوان وعشرات من الرواد الفضل في تأسيس الحركة على قاعدة الحرية والديمقراطية والالتزام والتعددية باحترام الرأي والرأي الآخر.
3- في العام 1959 ظهرت مجلة (فلسطيننا) كمعبرعن صوت الحركة، وتطورت فكرة الإعلام الفلسطيني والفتحوي من خلال صحيفة (فتح) منذ العام 1968، ثم عبر مجلة (الثورة الفلسطينية) و(العاصفة) منطلقا إلى مجلة فلسطين الثورة قبل أن تتحول للمجلة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ثم (فلسطين المحتلة) ف(البلاد) ، ثم (فتح) كنشرة نصف نشرية، ومجلة الوقائع الحركية. كما ظهرت إذاعة صوت فلسطين كصوت فتح صوت العاصفة.
4- في العام 1965 تم تشكيل مجلس الطوارئ برئاسة ياسر عرفات الذي قاد الحركة ميدانيا على الأرض من دمشق، إلى أن تم تسميته ناطقا باسم الحركة عام 1968، ثم رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969.
5- في مرحلة تواجد الثورة الفلسطينية في الأردن تنامت الأعداد المنتمية للحركة إثر الانتصار الكبير في معركة الكرامة، التي تلت نكسة عام 1967. وهناك تكرست مفاهيم كل البنادق نحو العدو، والأرض للسواعد الثورية التي تحررها.
6- في لبنان امتد التواجد الثوري حتى العام 1982 حيث أسطورة الصمود في بيروت لمدة 88 يوما ضد الغزو الصهيوني للبنان وبيروت، والتي سجلت فيها فتح والثورة ملحمة تاريخية.
7- تبنت حركة ( فتح ) بشكل واضح مفهوم (مرحلية النضال) السياسي حيث قبلت مقررات المجلس الوطني الفلسطيني ونقاطه العشر الداعية إلى إقامة السلطة الوطنية على أي شبر يتم تحريره أو استرداده، كما تبنت منذ العام 1974 شعار(العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد ومجنون من يزرع ولا يحصد).
8- لم تمر المرحلة اللبنانية على حركة ( فتح ) بسهولة-رغم سيل العمليات العسكرية النوعية ضد العدو- إذ كان للحراك الداخلي في الأعوام (1973 – 1983 ) بروزا واضحا خاصة : في الموقف من السلطة والمؤتمر الدولي للتسوية ( مؤتمر جنيف) ثم لاحقا من الفساد والإفساد ، وطبيعة القيادة ، مما أفرز عدة اجتهادات فكرية ظلت مقبولة، حتى تدخلت الأصابع الخارجية في عمق الصراع فنبذ التيار المنشق .
9- العلاقات العربية: كانت العلاقة العربية المتميزة الأولى مع الجزائر ما بعد انتصار الثورة إذ تم افتتاح مكتب لحركة فتح منذ العام 1963 ، ولحقها علاقة متميزة مع سوريا ثم مع مصر الرئيس جمال عبد الناصر منذ العام 1968، وتطورت العلاقة مع دول الخليج العربي منذ البدايات، ثم شملت كافة أقطار العالم العربي، وكانت مصر مدخلا لعلاقة الثورة مع المعسكر الاشتراكي آنذاك وخاصة مع روسيا والصين وكوريا الشمالية. وكانت فتح بذلك تطبق شعارها القائل أن الثورة الفلسطينية عربية العمق عالمية الأبعاد إنسانية الامتداد.
10- في العام 1987 خاضت( فتح) ومن ورائها كافة التنظيمات الفلسطينية، معجزة الانتفاضة المدنية حيث خاضت عبر الحجر أطول انتفاضة استمرت حتى العام 1993، حيث تنقلت من مرحلة المواجهة الشاملة الى مرحلة بناء المؤسسات الوطنية البديلة للاحتلال، ثم لمرحلة العمل المسلح. وفي خضم الانتفاضة المجيدة أعلن المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام 1988 قيام دولة فلسطين.
11- دخلت الحركة عبر اتفاق أوسلو ضمن الممر الإجباري ، فكان الدخول للوطن منذ 1994 لكوادر (م.ت.ف) بداية لصنع المصير على الأرض لتقام أول ديمقراطية فلسطينية وانتخابات نيابية ، وانتخاب رئيس للسلطة الوطنية على أرض الوطن.
12-نتيجة التعنت والصلف الإسرائيلي، ورفض تنفيذ المراحل المطلوبة من اتفاقات أوسلو والرفض الإسرائيلي في (كامب ديفد) للمطالب الفلسطينية، وتأزم الحالة سياسيا واقتصاديا... ، وإثر دخول أرئيل شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقا) إلى باحات الحرم القدسي الشريف في 28/9/2000 تفجرت الانتفاضة الفلسطينية في اليوم التالي، لتسير مابين الانتفاضة الجماهيرية الواسعة إلى المختلطة إلى المسلحة وتتواصل تصعيدا إثر تصعيد بتكرار العدوان الإسرائيلي حتى الآن.
13- في أواخر أيام الرئيس القائد الخالد ياسر عرفات الذي استشهد إثر حصار مرير في 11/11/2004 تم إقرار عقد المؤتمر السادس للحركة في اجتماع للمجلس الثوري، تلاه اجتماع آخر بعد استشهاده حدد فيه 4/8/2005 موعدا للمؤتمر في يوم ميلاد الرئيس الرمز.
فكر ومنطلقات حركة (فتح).
فكر حركة (فتح) تشكل من منطلقات: تحرير فلسطين وإزالة الاحتلال الاستيطاني الصهيوني ، وإعادة تأكيد الوجود الفلسطيني ، والاستقلالية للقرار والإرادة الوطنية الصلبة ، والكفاح المسلح، والوحدة الوطنية، وبعث الكيان والشخصية الفلسطينية .
وتكريس نفسها كحركة للشعب الفلسطيني ، باعتبارها عمل مستمر وحركة جماهير دعت الفلسطينيين للانتماء إليها- بعد نزعهم لأرديتهم الحزبية- لهدف تحرير فلسطين والعودة، ولاحقا: لإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس
لقد مثلت مفاهيم (الثورة) والنضال الوطني في حركة ( فتح ) تعبيرا عن الإرادة المستقلة ، وعن القدرة على التواصل والتجدد الذي طبع مسيرتها ، فظهرت معالم الكفاح المسلح عبر العمليات العسكرية والكفاح المسلح في أردية عدة نشأت عبر المبادرة والرعاية ، من القيادة العامة لقوات (العاصفة) 1959 –1971 إلى (قوات جيش التحرير الوطني الفلسطيني) ، إلى جماعات صقور الفتح والفهد الأسود في الانتفاضة الأولى 1987-1993 ، فجماعات كتائب شهداء الأقصى وتشكيلاتها المختلفة في إطار انتفاضة الأقصى والقدس والاستقلال 2000-2005 .
لقد مثلت حرب الشعب طويلة الأمد لدى حركة فتح وسيلة هامة - ضمن وسائل أخرى- لتعبئة طاقات الشعب الفلسطيني، إلى جانب العمل السياسي والنقابي والاجتماعي والجماهيري والإعلامي .
وفتح إذ تخوض حاليا معركة النضال المستمر، وبفكرها الثري والمتجدد، فإنها تضع ضمن منطلقاتها خمسة نقاط أساسية هي : الحفاظ على الأهداف (الثوابت) الفلسطينية بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس بحدود عام 1967، وحق العودة للاجئين والسيادة ، الى جانب حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والتنمية وحقوق المرأة والديمقراطية .
من منجزات الحركة.
1- استطاعت حركة (فتح) عبر الكفاح المسلح والنضال بكافة أشكاله أن تؤكد على الشخصية أو الكيانية (الهوية ) الوطنية الفلسطينية ، وعلى استقلالية القرار الوطني الفلسطيني مقابل السعي العربي الرسمي للهيمنة والسيطرة أو الشطب والطمس أو الإلغاء .
2- استطاعت أن تعيد القضية إلى العلن والضوء وبقوة ، نتيجة السعي الحثيث للممازجة بين العمل السياسي والجماهيري ، الوطني والقومي .
3- إنشاء الكيان الفلسطيني في الخارج ممثلا ب ( م.ت.ف) ثم في الوطن ممثلا بالسلطة الوطنية الفلسطينية كمدخل للدولة المستقلة رغم التدمير الذي أحدثه الاحتلال بالتجربة عبر سنوات الانتفاضة الأخيرة .
4- أسهمت الدبلوماسية في تحقيق الاعتراف العالمي بالقضية الفلسطينية ثم ب ( م.ت.ف) ولاحقا بالسلطة الوطنية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة .
5- تكريس البناء المؤسسي عبر مختلف مؤسسات الخدمات التي نشأت في حضن ( فتح ) ثم في إطار (م.ت.ف) وهي الطبية والاجتماعية والتجارية المختلفة.
6- فعلّت الحراك الوطني والسعي الديمقراطي من خلال إنشاء ودعم النقابات والاتحادات الشعبية والانتخابات والآلية الديمقراطية .
7- بعثت حراكا واسعا من خلال التنظيم الذي تعاقبت عليه تجارب عدة أغنت الفكر والخطط والمفاهيم ، وأحدثت تفاعلا داخليا متصلا، أنتج أفكارا جديدة وابداعات جعلت منها تنظيم الشعب الفلسطيني وتنظيم المستقبل .
8- اتسمت (فتح) بالمرونة والبراغماتية فاعتمدت الكفاح المسلح حيث يكون ، والعمل السياسي حيث يجب ، وقرأت الخريطة والمسار والعوامل الإقليمية والدولية فسارت في حقول الألغام متجنبة كبرى المطبات و شكلت مساحة واسعة من التعددية تطال المجتمع الفلسطيني كله .
القيم في حركة (فتح).
لأن العضوية في حركتنا حق لكل فلسطيني وعربي، يحترم قيم النضال والتحرر، قيم الديمقراطية،قيم احترام الذات والآخرين، قيم الإيمان بالله ، والعمل لأجل الوطن وخدمة الجماهير، فإن على عضو حركة (فتح) أن يجعل من نفسه نموذجا إيجابيا ومثالا طيبا وقدوة في فكره ومسلكه وتصرفاته. لا يؤثر فيه أصحاب النزعات الخاطئة والسلوك المعوج، بل يظل متمسكا بقيم الحركة، قيم مجتمعنا، قيم حضارتنا العربية الإسلامية، قيم مسلمينا ومسيحيينا. والتي تتجذر في حركتنا تحت عناوين عدة من أهمها:
1-الصدق: حيث الصدق مع النفس والآخرين. في الإطار وفي كل مكان يمثل قيمة دينية ووطنية ومجتمعية وتنظيمية، قيمة ترتبط بعنصر استقطاب الآخرين وكسب ثقتهم. فالعضو الصادق يشكل شخصية مؤثرة واستقطابية يكسب من حوله ويؤثر فيهم.
2-قانون المحبة: في العمل الديمقراطي يخضع الأمر لانتخابات تفرز الكوادر في مواقع عدة ، ومثل هذا العمل دون قانون المحبة قد يشكل حزازيات وتراكمات في قلب الخاسر، وبدون تعلم تجاوز الخسارة بالمحبة، والاقتناع بآليات التداول والحوار يصبح التنظيم مرتعا للنفوس المريضة والصراعات غير النظيفة.
3-حرمة الدم: إن للدم داخل المجتمع، أي مجتمع، وداخل أي تنظيم وفي فتح حرمة دينية ودنيوية، فمهما بلغ عمق الاختلاف والصراع لا ولن يصل أبدا لاستباحة الدم. والقانون المدني وحده -في حال الجرائم- هو الفيصل. دم أخيك عليك حرام، كما ماله وعرضه.
4-حرمة المال العام: إن العضو في (فتح) لا يكذب، ولا يسرق، ولا يحتال ولا يختلس...لأن مال التنظيم هو لتنفيذ الأعمال، ولخدمة الناس، ومن يستسهل مد يده للمال العام يخسر نفسه والناس.
5-حرمة البيوت: إن الكادر والعضو هو الذي لا يأكل لحم أخيه ميتا، فلا يسبه ولا يشتمه ولا يغتابه ولا يعيبه، وقبل كل ذلك لا يتعرض لعرضه بأي شكل كان. بل يجتهد لصونه للشهيد والمعتقل والمناضل، وكل فرد في المجتمع.
6-الالتزام: إن الايمان بالقضية والتكرس لها، والعمل لتحقيق أهدافها معبر الالتزام الذي يبدأ بالانتماء للتنظيم والولاء له والاخلاص لمبادئه، ثم يتكرس عبره الالتزام بالقيم والمباديء، والالتزام بالسلوكيات، والالتزام بالهيكل التنظيمي والتراتب، ومع الالتزام دع ألف زهرة(مبادرة، وابداع، وتجدد) تتفتح في بستان فتح.
7-احترام العضو: إن للعضوية في حركتنا حقوق وعليها واجبات، واحترام العضوية يوجب على العضو أولا أن يحترم نفسه، فيتنزه عن الصغائر وينفذ واجباته. وعلى إطاره أن يضمن له حقوقه، وأن يدافع عنها حال انتهاكها.
8-الشفافية والمساءلة: إن حقوق العضو لا تعني التمادي، ولا تعني التجاوز، ولا تعني هدر حق الآخر، كما لا تعني أن لا حسيب ولا رقيب على عمله وسلوكه ومصدر ماله، بل إن إظهارذلك هو مصدر الشفافية المطلوبة. وعلى العضو أن يتعلم الالتزام بالنظام والتوجيه القيادي، والذي حين تجاوزه فإنه أو أي مسؤول أو قائد يجب أن يخضع حينها للمساءلة والمحاسبة وفق أس النظام الداخلي، فلا كبير على الحساب.
9- العمل الجماعي: إن العمل الجماعي أو العمل بروح الفريق يشكل القيمة التي تحكم سبيل الانجاز، لأنها تأخذ بالاعتبار وتحترم تنوع القدرات، وتنوع الطاقات بين الناس، كما تقدر الاتجاهات والأفكار والأدوار وضمن الفريق الواحد حيث نحتاج للتنوع والتكامل.
10-التسامح: إن مرونة فتح تعني التفهم، وواقعيتها تعني التمسك بالأهداف ، وكما أن تشديدها على الالتزام بين كوادرها يتفهم التسامح مع التعددية في المجتمع ، ومع الحضارات الأخرى التي يجب أن نحترمها ونستفيد منها.
11-الديمقراطية: في هذه القيمة حوار يعني احترام الرأي والرأي الآخر، ويعني الحرية كقيمة أساسية، ويعني الحفاظ على كرامة الانسان ويعني ( أنني على صواب ورأيي يحتمل الخطأ، وأنت على خطأ ورأيك يحتمل الصواب.) ويعني احترام الآليات الديمقراطية من انتخاب وترشيح وتمثيل وموافقة ومعارضة واتفاق واختلاف.
12-التكافل: إن المجتمع الفلسطيني لا يعيش بتنظيماته وتجمعاته دون أن يكون للفقير سند، وللشاب والطفل والمرأة والرجل سند. ولأنه مجتمع فتي فإن كافة فئاته تمثل لحركة (فتح) مفتاح النضال والبناء وتحقيق الحاجات، والذي يتحقق بالتكافل.
13- الإيمان والإرادة والعمل: إن قيمة العمل بإنجازه، ولا يتم إنجازه إلا حين توفر الإرادة وهي وقود الإيمان، والإيمان فيما وقر بالقلب وصدقه العمل، لذلك فإن القيم الثلاثية هذه هي مفتاح الفوز في حركتنا، وفي المجتمع.
نفتخر بالانتماء لحركة (فتح).
1-لأن (فتح) فكر الوسطية، لا تهاون ولا تطرف.
2-ونحن فرسان العقل في الحضارة العربية الإسلامية.
3-نؤمن بالله، وانتماؤنا بوصلته فلسطين.
4-العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد
5-التنظيم الأخلاقي المبدع، والمتميز، يضمنا.
6-قانون المحبة والعمل الجماعي الأخوي يجمعنا
7-نمتلك التفكير المنطقي لا الفذلكات الكلامية
8-ونتعلم من الجماهير ونثق بها، ونعلمها
9-الاستقلالية الوطنية في الإرادة والقرار
10-وفتح تصنع الحدث وتترك لغيرها التعليق
11-الحرث في حقل الذات سعينا
12-والعضو الفعال في التنظيم هو القادر و الملتزم
13-فتح ثورة التمرد على الواقع الفاسد
14-مسلمون ومسيحيون عماد فلسطين.
15-فتح تكريس الديمقراطية والمجتمع المدني
16-النضال طويل الأمد والبناء المؤسساتي.
17-فتح التنمية وزنود الشباب.
18- واحترام حقوق المرأة وتمكينها.
19-حامية المعارضة، وحارسة وحدة المجتمع
20-داعية دعم الاقتصاد المجتمعي
21-لأنها تحترم حقوق الانسان والحريات العامة.
22- وتدعو للعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر.
23-فتح قائدة النضال وتنظيم المستقبل.