مقداد: حماس أجرت اتصالات مع إسرائيل عبر وساطة قطرية
***الحياة // قال الناطق باسم الإعلام الفلسطيني في الخارج ماهر مقداد إن «حركة حماس تجري اتصالات مع إسرائيل بطرق مباشرة وغير مباشرة»، محذراً من تكرار «سيناريو غزة» في الضفة الغربية، في إشارة إلى سيطرة «حماس» على القطاع، ومضيفا أن «إسرائيل كانت تعلم بهذا السيناريو وسهلته».
وأوضح مقداد الموجود حاليا في القاهرة لـ «الحياة» ان «اتصالات جرت بين إسرائيل وحماس عبر وساطة قطرية، وأخرى مباشرة عقدت تحت عنوان البحث في إبرام صفقة شاليت (الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت)»، مشيراً في هذا الصدد إلى «جلسة عقدها نائب رئيس جهاز شاباك الإسرائيلي السابق عوفر ديكل مع ثلاث قيادات حمساوية في السجون الإسرائيلية احدهم يدعى يحيى سنوار».
وقال مقداد: «المدخل لهذه الاتصالات كان صفقة شاليت، لكن الجلسة تجاوزت حدود الصفقة وتطرقت إلى تفاصيل سياسية أخرى»، معتبرا أن «الشريط المصور لشاليت الذي بثته حماس عبر الفضائيات كان عربونا لموافقة إسرائيل على هذه اللقاءات». وزاد: «هناك الكثير من الاشارات أرسلتها حماس عبر إعلاميين تعرب فيها عن استعدادها لعقد هدنة طويلة الأمد»، مضيفا: «اتصالات حماس مع إسرائيل لم تعد سراً، فهناك لقاءات عقدها أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية في الخارج مع شخصيات يهودية».
وقال مقداد: «حماس التزمت بعد الانقلاب في غزة عدم الاحتكاك بالإسرائيليين فلم تطلق رصاصة واحدة عليهم»، مشيرا إلى «صدام جرى أخيراً بين عناصر من حماس والجهاد عندما حاولت عناصر من سرايا القدس (الذراع العسكرية للجهاد) إطلاق قذائف على جنوب إسرائيل».
وحذر مقداد من أن «السيناريو الذي جرى في غزة يمكن أن يتكرر في الضفة»، وقال: «التحضير لتنفيذه يجري مئة في المئة، وهم (حماس) مطمئنون الى أن إسرائيل لن تقف عائقاً أمامهم».
وقال مقداد إن «إسرائيل كانت تعلم بهذا الانقلاب (انقلاب حماس) وسهلت له... فالطائرات الإسرائيلية تقوم يوميا بمهمة استطلاعية في سماء قطاع غزة، لكن يوم الانقلاب لم تكن هناك طائرات»، لافتاً إلى «اغتيال القوة التنفيذية لعناصر في الأمن الوطني قرب حاجز إيريز واغتيال سميح المدهون في المنطقة التي تخضع للقوات الإسرائيلية داخل معبر ايريز، وتغاضي اسرائيل واغفالها دخول هذه القوات (القوة التنفيذية) إلى هذه المنطقة التي لا يسمح بالاقتراب منها على بعد 3 كيلومترات».
واعتبر مقداد حديث «حماس» عن تيار انقلابي داخل «فتح» بأنه «نكتة سمجة». وأضاف: «حماس استهدفت هذا التيار وحاربته لتيقنها من أنه بالذات يدرك تماما ما تهدف إليه حماس وكان يعمل على كشف حقيقتها ويسعى إلى تجريدها من رداء العفة والشرف الوهمي الذي تدعيه تحت العناوين الدينية وشعارات المقاومة، لذلك استوجب على حماس محاربة هذا التيار وتشويه دوره والقضاء عليه». وقال: «ما حدث في قطاع غزة هو ضربة للمشروع الوطني الفلسطيني وليس ضربة لفتح التي تقود هذا المشروع».
وعن اتهام «حماس» لـ «فتح» بالفساد والحديث عن وثائق تدلل على ذلك، أجاب مقداد: «الفساد في فتح شخصي، لكن الفساد لدى حماس منهجي». لكنه حمّل «فتح» جزءا من المسؤولية، وقال: «فتح ارتكبت أخطاء، ولا ننفي عن انفسنا المسؤولية، ويجب أن نعتذر لشعبنا، لكن (قيادة) حماس لا يمكن أن يعترفوا بأنهم اخطأوا لأنهم يعتبرون أنفسهم أنبياء وبالتالي هم لا يعتذرون».
وسألت «الحياة» مقداد عن الحصار المفروض على «حماس» لمعاقبتها، فرد متسائلا: «أين هذا الحصار؟ إن الذي يعاقب هو الشعب الفلسطيني، لكن حماس استفادت من الحصار واستخدمته أضعافاً مضاعفة لمصلحتها»، مشيرا إلى ما أعلنه «رئيس الحكومة المقالة في خطابه عن مبالغ حصل عليها من قطر بقيمة 400 مليون دولار ومبالغ من إيران لم يعلن عنها»، وقال: «هذه المبالغ ومبالغ أخرى دخلت إلى غزة بصورة غير رسمية تصب لمصلحة الحركة ولم تدفع لرواتب الموظفين أو لمصالح وخدمة المواطنين».
وحذر من أن إسرائيل تستغل هذا الوضع الذي وصفه بأنه «كارثة لا تقل عن كارثة عام 48 تهدد المشروع الوطني الفلسطيني بأكمله، فالأمر يفوق بكثير مجرد صراع بين فتح وحماس»، وقال: «ما حدث في غزة ليس شأناً فلسطينياً مجرداً بل هو نتاج لارتباطات ومصالح اقليمية ودولية لعبت دورها في الساحة الفلسطينية ولا تعير أي اعتبارات للمصالح الفلسطينية».
وأضاف: «المشروع الوطني الآن أصبح مهدداً، وإسرائيل بدأت بالمساومة فهي تضع القضية الفلسطينية الآن في أجواء المزاد وتضغط على الطرفين كي يقدم كل جانب أقصى مرونة ممكنة»، معتبراً أن «هذه الأجواء هي طوق النجاة لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت».
وقال: «السلطة لم تقبل العرض الإسرائيلي الأخير بإقامة دولة فلسطينية على 90 في المئة من أراضي الضفة لرفضها قضم أراض من الضفة أو استثناء مدينة القدس أو اسقاط حق اللاجئين، واعلنت تمسكها بإقـــــــامة الدولة على كل الاراضي التي احتلت في الرابع من حـــزيران (يونيو) 1967». وشدد على أن «قضــــية فتح الاساسية والمركزية هي فلسطين واقامة الدولة، لكن حماس تسعى الى إقامة إمارة إسلامية شيعية على أي أرض إسلامية».